العدة الجديدة للمراكز الجهوية (التكوين): تنميط المفارقة والتشرد الممأسس

الصورة من موقع تربية بريس
الحدث:
 في سياق إنزال العدة الجديدة للمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين التحق الأساتذة المتدربون هذه الأيام بالمدارس التطبيقية التي أصبحت شريكة في العملية التكوينية ٍ في تفعيل الوضعيات المهنية التي بلغت في دوراتها الثالثة بالنسبة للتعليم الابتدائي  والرابعة بالنسبة للتعليم الثانوي.
الخلاصة:
 من خلال الوضعية المهنية الثالثة المتعلقة بتكوين أساتذة التعليم الابتدائي تبين أنه لا جديد ولا تقدم في مجال تكوين المدرسين بما يخدم العملية التكوينية بوظيفية ملائمة, بل ولا حتى تقدير التجربة السابقة بحيث أن  السلوك التكويني للأساتذة المتدربين وتعاملهم مع الوثائق هو ذاته كما الذين سبقوهم في السنوات السابقة.
 وفي نفس السياق يمكن القول على أن أبرز ما تمت ملاحظته هو أن الأساتذة المتدربون وقفوا على حقيقة ميدانية بأدوات وموارد نظرية تعيقهم في غالبيتها وتحول دونهم وتحقيق فعل تدريسي مطابق لذاته وفق مفهوم التدريس والتعلم ... بما يعني أن المصوغات التكوينية لازالت غير ملائمة إلى بعيدة عن العلمية والموضوعية التي يعتقدها الإنسان محورية في بناء العدة وخاصة حينما يقرأ التطابق "l’isomorphisme  " كتوجه رياضياتي معتمد في فلسفة إعداد هذه العدة الجديدة.
ولعل أخطر ما في هذا الأمر هو فقدان المعنى الوظيفي للمبدأ الأساس القائل بالأنموذج "تطبيقي – نظري- تطبيقي" بحيث تبين على أن المحطات التسعة المعنية بالتطبيق والمبرمجة في العدة التكوينية الجديدة ليست سوى كما تنظيريا استعراضيا يراد به التعبير عن الاهتمام بالمجال التطبيقي والعملي أكثر من الجانب التنظيري من طرف (بين قوسين)  الخبراء تحت إشراف المديرية المركزية للمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين .
 وهكذا من خلال تفعيل و إنزال العدة التكوينية الجديدة تبين أن الأزمة تعود أساسا إلى مشكلة المفاهيم وتجلياتها في الواقع  بما حال دون التحرر من التنظير المخي على مستوى الهيكلة والبناء بما يليق والتفعيل في الوضعيات المهنية الحقيقية ( والممهننة) وفق المفهوم السوسيو بنائي علما أن المخي لا يجيد استعمال عقله.
 لقد تأكد  من خلال المطلوب من الأستاذ المتدرب (يخطط لدرس ويدبر وينشط مقطعا منه)  أن الغرق التقناوي في البنائية لدى بياجي حاصر المضامين التكوينية في علوم ومرجعيات متقادمة علما أن العلوم النوروعصبية تجاوزته بشكل بارز يدعو إلى تغيير نظرتنا للتكوين وللتربية وإعداد المناهج...
وعلاقة بهذا لوحظت نمطية الأساتذة المتدربين في الإقبال على جمع الوثائق واختيار شبكة الملاحظة وإعداد الجذاذة كما لو أنهم يتامى مشردين بدون لا بوصلة ولا خارطة طريق إبحارية وليس لهم سوى النجمة القطبية التي قد تحجب عنهم أحيانا حسب طبيعة المناخ المعرفي لكل أستاذ متدرب رغم أسابيع التكوين بالمراكز والإجتهاد الصادق للأساتذة المكونين والطاقم الإداري.
للأسف لوحظ  أيضا ما يزعج في الشأن اللغوي بحيث الفقر المعرفي في اللغة الفرنسية الذي سيحول لا محالة دون تدريس هذه اللغة بما يليق على الأقل ومتطلبات التوجيه العلمي والتكنولوجي وهو ما يعني ان مفهوم مزدوج اللغة ذاته يحتاج إلى التحرر من النمطية المتقادمة وتجديد طرق اختيار وانتقاء الأساتذة المتدربين... كما لوحظ  فقر تقني  تشكيلي وإن صحيح قد يثير ابتسامة الغارق في مفهوم الجميل والحرية لزمن السيتينيات علما أن التشكيل يدرس في الجامعات فقط لأنه بالنسبة للدول المتقدمة لا يمكن الاستغناء عنه في سياق تدريس أمثل للعلوم والمعلوميات وتربية متكاملة للناشئة ... وتشهيد منافس.


دعوة: المرجو تبليغ هذا الرابط لكل مهتم بالتكوين:  www.cermef.c.la


بوجمع خرج: المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين كلميم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-